كتب هذا المقال عن ورشة تخيل التي أقيمت بالنادي النسوي بأمزميز، اقليم الحوز جهة مراكش آسفي، في إطار التمكين الذاتي للنساء٬ الذي تشرف عليه مؤسسة الاطلس الكبير بتمويل من المشروع الأمريكي (من فلاح إلى فلاح) F2F
كل قصةٍ كتبت في إطار هذه المقالة هي بإذنٍ من صاحبتها مع تغييرٍ في الأسماء
كثيرٌ منا يقف متفرجاً أمام واقعٍ يعيشه غيره، خاصةً إذا ما تعلق هذا الواقع بصورةٍ يراها بعض أطراف المجتمع على أنها وصمة عار. هؤلاء المحصورين في هذه الصورة يعدون بالآلاف، هؤلاء وجدوا أنفسهم أمام جدارٍ أوقف خطوتهم، يريدون استئناف حياتهم والتخلص من آثار تجربةٍ فاشلة، لكنهم يصدمون بموقف المجتمع. إنهن نساءٌ يعشن بيننا يشعرن بالغبن ويتشربن الألم٬ فإما يواجهن بصرامة أو ينعقد لسانهن عن الكلام في أغلب الأحوال تحت قيود كلمتين مريرتين “امرأةٌ مطلقة”
نظمت مؤسسة الأطلس الكبير ورشة التمكين الذاتي للمرأة بين الفترة الممتدة من 8 إلى 11 مارس ٬2021 في النادي النسوي ”أيت عمارة الواد” بجماعة امزميز جهة مراكش آسفي. يندرج هذا التمكين ضمن برنامج ‘تخيل” الممول من قبل المشروع الأمريكي (من فلاح إلى فلاح F2F ) والذي يعد مبادرة مؤثرة من معهد التمكين في نيويورك. هذه الورشة التي طالما سهر أطر مؤسسة الاطلس الكبير على إنجاحها وإيصالها إلى أكبر عددٍ من النساء المغربيات نظرا لارتكازها على مجالات الحياة السبعة الأساسية: المشاعر٬ العلاقات٬ الجسد٬ العلاقات الجنسية٬ المال٬ العمل٬ والروحانيات. كما تعد ورشة التمكين الذاتي للمرأة هاته من أفضل التداريب التي تخص النمو الشخصي٬ باعتبارها نقلة تنموية شاملة تسعى لخلق وكلاء للتغيير الاجتماعي طوال أربعة أيام مليئةً بالأحداث والقصص والتجارب٬ بالموازاة مع المحاور والتمارين التي يشرف على تقديمها فريق التكوين
أقبلت النساء بحركةٍ حماسيةٍ كبيرةٍ تضاهي حركة الغيوم الكثيفة التي أطلت علينا صباح هذا اليوم الأول٬ 16 امرأة٬ التزمت كلٌ منهن بالموعد المحدد فقدمت على أمل أن تعيش هذه الأيام خارج القوقعة المعتادة، ومن دون حتى أن تملك سابق تصورٍ عن الورشة
جلست النساء٬ وبعد ترحابٍ متبادل، فتحت المدربة مجالاً للتعريف بأنفسهن بشكلٍ مقتضب، ثم استغرقت في الحديث عن التكوين معرفةً بمبدأه وهدفه وتأثيره، ومستشهدةً بمختلف النماذج الناجحة التي كانت انطلاقتها من ورشة التمكين الذاتي هاته. وما إن باشرت المدربة بشرح المحور الأول وهو محور المشاعر حتى كانت كل امرأةٍ تنظر بعينين بدتا وكأنهما في عالمٍ آخر، تنظر إلى أشياء لا وجود لها، الشيء الذي قلل من مستوى التفاعل الحواري لدى النساء لكنه وفي حقيقة الأمر فقد كان تفاعلاً داخلياً، فكل امرأةٍ انصهرت مع كلمات المدربة التي وجدت منها تطابقاً على حياتها
ومع ازدياد الرغبة في إنجاح الورشة، ازداد لدينا شيئاً من التوتر، خصوصاً مع تأرجح النساء بين الرغبة في الكلام وبين ما اعتدنه من صمت الأيام، لكن المدربة تجردت من كل ما هو نظري وبدأت تتحدث الى النساء بواقعيةٍ أكثر، وهذا ما دفع بعضهن للبوح، ففي سياق الحديث عن هذه المشاعر، بادرت شابةٌ في مقتبل العمر(21سنة) فشاركتنا تجربةً غيرت مجرى مشاعرها البريئة النقية، بل وأيقظت لديها العديد من المشاعر السلبية بعدما كانت في غنىً عنها. تقول (سمية) بتركيزٍ عميق: ”كنت كغيري من الفتيات هدفي الوحيد هو الدراسة، وبلوغ مرتبةٍ لم يصل لها أبواي. لم أكن أؤمن بأي من العلاقات الجانبية، بل كنت أهتم بدراستي وهذا ما جعلني من المتميزات. وفي السنة الأولى من سلك الباكالوريا جاءت لي إحدى صديقات أمي بخاطب ،ولا زلت أذكر أني كنت حينها في الداخلية المدرسية فتكلموا معي عن الموضوع عبر الهاتف، ورفضت رفضاً مطلقاً من البداية، ثم سرعان ما وافقت تحت أمر من أبي الصارم. وبعد مرور أسبوع توادعت مع أساتذتي وصديقاتي ونزعت وزرتي البيضاء لأستعد لارتداء الفستان الأبيض٬ وأنا أتساءل هل أنا على الطريق الصواب؟ هل سيتنازل أبي؟… لقد كانت مشاعري جد مختلطة ولم يتبقى على ذهابي إلى بيت الزوجية سوى بضعة أيام، فتوسلت لأمي بأن تخبر أبي أن في هذا ظلمٌ لي لكنها عجزت أمام رفضه. ثم تزوجت وصدمت بأن من أخبروني عمره 26 سنة هو في الأصل عمره 36 سنة وأنا حينها لم أبلغ سوى 19 من عمري. وتوالت الصدمات وأنا أتقبل كل شيء مزيف أواجهه، ثم اشتد الأمر بمعاملة أمه السيئة وتمرد أخيه علي وكثرة أشغال البيت. وما هي إلا بضعة أيام حتى حملت بطفلي الذي لم يرى والده قط إلى حد الآن، ولأني اتهمت بالسرقة من طرف أهل هذا الزوج فقد أتى بي لبيت والدي على أساس أن أزورهم لكنه تركني ولم يرجع، وانقطع التواصل بيننا ووضعت ابني ولم يأتي، وكثيرا ما حاولت عائلتي التدخل لكن علمت بعدها أن ذاك الزواج لم يكن إلا شيئاً حينياً وقد انتهى، فرجعت لبيت الوالدين. وبعدما رفضني الكل وجدت أخي سنداً لي فرفعت دعوى النفقة وربحت القضية، وحالياً أرفع دعوى الحالة المدنية وسأطلق بعدها”. تضيف سمية بحسرة:” وعلى الرغم من هذا فمن جهةٍ أخرى أجد نفسي أضعف دائماً أمام تلك النظرة الإجتماعية السلبية”
وهكذا تابع فريق الورشة هذا المنظور الوهمي وتلك المشاعر التي تختلج صدر(سمية)، والتي تستوجب أن تتغلب عليها، نعم لا ننكر أن معارضة المجتمع ليست هينةً على أي امرأة على أبواب الطلاق أو مطلقة لكن تعديها أيضاً ليس مستحيلاً، فكما هو معلوم أنه لا أحد يستطيع أن يغير المعتقدات المقيدة لدى جميع أفراد المجتمع، إلا أن تخليص امرأة من تهمة فاشلة في زواجها لربما بتدريباتٍ كهاته أو بعمل تستأنس به أو بإكمال دراستها…، من شأنه أن يسهم في فك قرص امتهان مشاعرها على هامش أنها مطلقة، فما أدرانا أنها خاضت تجربةً صعبة مع رجلٍ ليس لديه من شيم الرجولة شيء. أو لعلهما لم يناسبان بعضهما البعض، فتظل الحياة الزوجية أسرار لا يمكن لأحد أن يشمل الإطلاع عليها سوى الزوجين، فنحن لا نميل إلى الإتهامات، وإنما نميل إلى الحلول والتفسيرات فمهما كانت درجة المشكل لا يمكن أن نبرر فقدان الثقة وانعدام الاحترام
تعرف ورشة التمكين الذاتي للمرأة بأمزميز تأقلما متزايدا و تفاعلا متميزا للنساء يوما بعد يوم
تحركت عقارب الساعة سريعاً من دون أن نشعر ومضى اليوم الأول، ثم استهللنا يومنا الثاني بمحورٍ جديد يتوقع أن يكسر المزيد من حواجز تكتم النساء والعجز عن التعبير، محاولين التعرف على الواقع الذي يعشنه من خلال محور العلاقات، التي نسلك دروبها جميعاً كل يوم بكل ما فيها من قيم إنسانية وبما فيها من دهاليز وتحايلاتٍ انتهازية
رصدنا وضع هؤلاء النساء فصادفنا وضعاً شائكاً معقداً، خصوصا على مستوى العلاقات الزوجية فالوضع ليس هينا وليس سهلا، ليس فقط على النساء بل أيضا على عائلات هذه النساء، الذين يلجأون إلى حلولٍ ملتوية لصد تلك النظرة الحارقة التي تمس الإبنة أو الأخت… المطلقة بدعوى أنها رجعت للبيت العائلي
وتتمةً لما عشناه مع (سمية) التي باحت لنا بتجربتها في ظل ما ذكرته المدربة عن محور المشاعر، فقد أطلعتنا (صفية) هي الأخرى عن ما عانته للخلاص من زواج فاشل. قصةً لم تتوقف عند هذه السيدة وحدها أكيد، فالرغبة في الخلاص قد تدفع الإنسان أحياناً لفعل أي شيءٍ٬ حتى بدفن روحه في زوايا لربما هي أكثر ظلمة. تحكي (صفية) بتفاصيل دقيقة وبلغة تعبيراتها توحي و كأنها ما زالت تعيش أحداث تلك الأحداث ” نشأت في بيئةٍ سلطويةٍ من جهة الأب والأم ٬ وكنت أرى في الزواج منقذاً لي٬ فاخترته كحل مع أول فرصةٍ سنحت لي٬ فبعدما تقدم ذاك الرجل بسيط الحال قبلت فوراً لأجد مباشرةً أنه ايضاً ابن وسطٍ سلطوي لدرجةٍ لا تقاوم. وبحكم أننا أقمنا مع أهله فقد غمرتنا تلك السلطة معاً٬ خصوصاً من جهة الأم التي كانت تجيد التدخل في كل كبيرةٍ و صغيرة٬ دون أن أنسى إلزامي بأشق الأعمال وأنا على وشك الوضع.
ففعلياً لم يكن المشكل في الشخص ذاته بقدر ما كان في أهله وهذا ما حملني على الاندساس في حالة من الحيرة بين الصبر مع زوجي بالرغم من أنه لا يستطيع الدفاع عن أسرتنا أو الفرار من الوضع بأكمله”
وحقيقة فإن كلام (صفية) يشير إلى أن اختيار شريك الحياة هو ليس اختيار للشخص وحده وانتهى وإنما هو اختيارٌ لعائلته أيضاً٬ لأن التعامل مع عائلة هذا الشخص لا تتجزأ عن الزواج منه٬ إذ أنها وصفت تدخلات حماتها على أنها تعدت الحدود بشكل مطلق للغاية٬ ناهيك عن عدم احترام خصوصية الأسرة وانعدام اتخاذ أي قرارٍ من قبل الزوج قبل الرجوع للأم٬ وإلا سيدخل في دائرة العقوق. إن هذا الصنف من الناس هم في الحقيقة غير مدركين كون أنه لا يمكن لأي شخصٍ على وجه الأرض أن ينكر العلاقة السامية بين الأم وأبنائها٬ وضرورة الأخذ برأيها٬ لكن مع بلوغ الشاب مرحلة النضج العقلي والعاطفي فلا بد أن ترسم الحدود الفاصلة بين العلاقة بين الأم والزوجة بدل أن تشتت عائلةٌ كهاته قد كان من الممكن أن تظل مستقرة. وما هذا إلا نتيجة الخلط بين إرضاء الأم العظيمة مخافة إغضابها وانعدام الشخصية أمام اتخاذ أي قرارٍ يخص الحياة الزوجية دون اللجوء للأم للتفكير بدلاً عن الشخص
وهكذا رجعت (صفية) بابنتها الصغيرة إلى بيت والديها وهي تعلم أنها لن تجد بساطاً مفروشاً بالورود٬ فانتحبت لوحدها واستعدت بصمتها لصخب حياةٍ عصيبة من جديد
وفي الجانب المضيء من العلاقات الزوجية فإن السيدة (عائشة) امرأةٌ هادئةٌ حكيمةٌ رزينة في عقدها الستين٬ حدثتنا عن رأيها في زيجات اليوم وهي تقارن بين ما نشهده من حالات الانفصال وما عاشته وقريناتها مع أزواجهن آنذاك قائلةً: ”بعيداً عن حالة (صفية) وسمية) وعن طبيعة الزمن الذي عشنا فيه وهذا الزمن٬ فإن بنات اليوم متطلباتهن كثيرة وصبرهن قليل٬ وينقصهن شيئاً من النضج بالرغم من مستواهن الدراسي ولربما مراكزهن الاجتماعية أيضا. نحن لم نكن متعلمات ولكننا كنا نجاهد لنحسن من علاقتنا مع أزواجنا وأهليهم٬ وها أنا قضيت مع زوجي من السنين ما لم أقضيه في بيت أبي٬ وكله نتيجة الحرص على الإحترام والتقديرٍ والمودة بعد توفيق من الله٬ ولا يخلو أي زواجٍ من الخلافات والمشاكل٬ إلا أن حيلتنا كانت بسيطة فلا نكترث كثيرا”
وبالمقابل فقد كشفت لنا السيدة (عائشة) عن هذا الجانب الذي تغفل عنه بعض النساء٬ كون أن بعض الخلافات من شأنها أن تنطلق بالعلاقة إلى درجةٍ وطيدة بين الزوجين٬ فيكتشف كلٌ منهما ما يجهله عن الآخر٬ وبالتالي تطوير حياة العائلة بدل أن تنتهي بالطلاق
وهكذا أخذت كل مشاركة تعبر عن رأيها من وجهتها والمدربة تصحح كل ما هو معتقدٍ مقيد وتعالج الوضعيات بحنكة٬ ثم تختم بتأكيداتٍ قوليةٍ صادرةٍ عن النساء كخطوة نفسية لتترسخ لدى كل امرأةٍ صورةً عن التغيير الذي تطمح له
تستعد المشاركات في ورشة “تخيل” لتمرين مصادر القوة السبعة
بناءً على ذلك فقد انسجم الجمع بشكلٍ هائلٍ خلال اليوم الثالث٬ وتابعت النساء التدريبات من دون خوفٍ من تطلع الآخرين على مشاعرهن٬ وهوما يتيح للناظر فرصة لمح النقلة التي خاضتها هذه النساء كنوعٍ من تأكيد الذات والتعبير الملائم عن الانفعالات سواء كانت إيجابية أو سلبية٬ ولا سيما فيما يتعلق بالرفض وعدم القبول. وعلى رأس هذه التدريبات٬ تمرين مصادر القوة السبعة الذي صاغ طفرةً فعالةً في حق النساء٬ إنه تمرينٌ مسعاه أن تتجرد كل امرأةٍ من العالم الخارجي وتدخل إلى عالمٍ من التأمل عبر ولوج سبعة غرف٬ تحت تأثير قول المدربة وهي تصف كل غرفةٍ بتفصيل٬ إذ أن كل غرفةٍ تمثل مصدراً من مصادر القوة والتي مثلت في الالتزام٬ الانضباط٬ نظام الدعم٬ الدليل الداخلي٬ الحب٬ الاهتداء إلى حقيقة الذات٬ خفة الروح وبعدها تمنح للنساء هنيهةً لتجسيد ما تم تخيله
وانطلاقا من هذا التمرين النفسي انتقلنا إلى ما هو جسدي عبر محور الجسد٬ إذ أنه عندما يتعلق الأمر بشؤون الحياة اليومية٬ غالباً ما تمنح النساء الأولويات لعائلاتهن ومشاغلهن٬ وقد لا يضعن الصحة في المقام الأول٬ فاهتم التكوين بهذا الجانب أيضاً لإيضاح ضرورة العناية بالصحة والتغذية وتفادي الإجهاد والتوتر من خلال القيام بممارساتٍ معينةٍ
ترسم المشاركات في ورشة التمكين الذاتي خطط العمل لتحقيق أهداف التعاونيات اللاتي يعملن بها
وبعدما تأسست لدى النساء كل تلك القواعد الأساسية وانجلت الرغبة والإرادة لديهم بغية التفوق٬ وأزيلت عن أذهانهن بعض الشوائب الفكرية ونثارة خيبة الأمل٬ فقد أصبح من الممكن الآن أن يفتحن باب المال والعمل٬ وهذا ما قد ما قادته المدربة كمحورٍ جوهريٍ تكميلي للتطلع الذي تشكل لدى كل امرأة في زاويتها الخاصة منذ اليوم الأول٬ فأفصحت عن مسالك تدبير المال ووسائل نهج خطة عمل وأمور عديدة على اعتبار أن المشاركات يعملن في إطار منظومة التعاونيات٬ فتمكنت النساء بذلك من الثقة بقدراتهن وأخذن يقترحن خططهن على مرأى من فريق التدريب إلى أن آل القول إلى اعتماد أرضٍ للإنتاج الفلاحي كتعزيز لنشاط هذه التعاونيات.
ثم استجمعت كل امرأةٍ ختاماً كيانها الشارد أحياناً بمحور الجانب الروحي الديني في ظل عجلة الحياة٬ وذلك لتحصيل المزيد من الاستقرار والتوازن النفسي، وتقوية هذا الجانب مهما تنوعت واختلفت السبل التي يختارها الشخص٬ ما دامت الغاية أن تترع النفس بالطاقة الإيجابية
وفي غضون ذلك٬ فقد انضم الفريق بحماسةٍ ومن قلب الحدث إلى حلقةٍ نقاشيةٍ مباشرةٍ عبر موقع الفيسبوك٬ والتي عقدتها النساء العاملات بمؤسسة الأطلس الكبير خلال أسبوع المرأة هذا٬ تقديراً للجهود التي تبذلها النساء والفتيات حول العالم تحت موضوع ”المرأة والقيادة”
وفي النهاية توجت مثابرة هذه النساء طوال مدة التكوين بتوزيع شهادات المشاركة في غمرة من الفرح والبهجة التي اعتلت وجوه الجميع
وكان اليوم قد جاور الغياب عن مطلعه ليحملنا على الوداع٬ فنجشت النساء تعبيراتٌ عن أسفهن على نهاية التكوين بعدما نجعت فيهن هذه المبادرة بمدلولها الكامل نجوعاً خلاقاً٬ ثم تجري تلك الدموع استعباراً عن الفراق، وتنجم تلك المشاعر الصادقة تعبيراً عن الألفة التي تولدت بيننا٬ وكما قال الشاعر: ”نحن كنا مهجةً في بدن …. ثم صرنا مهجةً في بدنين”
وهكذا ظل مفتتح هذا التكوين من قلب النساء…. والمغبة من قلب النساء