English Version
أسبوع الوئام العالمي بين الأديان
مليكة ومحسن: حراس الذاكرة المسلمة-اليهودية في الصويرة
الصويرة، المغرب
مليكة، المشرفة على كنيس حاييم بينتو، الصويرة، المغرب. الصورة: مؤسسة الأطلس الكبير
يُحتفظ بمفاتيح أحد أشهر المواقع اليهودية المقدسة في المغرب لدى عائلة مسلمة، وقد ظل الأمر كذلك لسنوات. على بعد أمتار قليلة من مدرسة تلمود توراة (سابقا) بمدينة الصويرة، يوجد كنيس يمتد عمره لقرون يعبق بالتاريخ سمي على اسم أبرز حاخام في المغرب في القرن 18
ستأخذنا قصة اليوم عن مغرب الوئام بين الأديان إلى كنيس الحاخام حاييم بينتو. يستقطب الموقع الذي يضم كلا من الكنيس ومنزل عائلة بينتو، أكثر من 2000 حاج سنويا من جميع أنحاء العالم لإحياء ذكرى “الهيلولة”، أي الذكرى السنوية لوفاة الحاخام حاييم بينتو
لافتة كنيس الحاخام حاييم بينتو، الصويرة، المغرب. الصورة: مؤسسة الأطلس الكبير
تم تأمين مليكة وابنها محسن على ثلاثة مواقع يهودية في الصويرة لأكثر من عقدين. بينما تعتني بكنيس حاييم بينتو، يشرف ابنها على الاهتمام بالمقبرتين اليهوديتين في المدينة، مهمة ورثها عن جده. يبلغ محسن الآن من العمر 38 عاما، لكنه كان يبلغ فقط 16 عاما عندما أصبح حارس المقابر اليهودية في المدينة. ووفقا له، فإن ضريح حاييم بينتو هو محطة لا بد أن يتوقف بها الحجاج اليهود من جميع أنحاء العالم خلال “الهيلولا” لتكريم الحاخام حاييم بينتو الذي يحظى باحترام كبير. توفي آخر شخص دفن هنا في عام 2020 وكان قد عبر سابقا في وصيته عن رغبته في أن يدفن في المقبرة اليهودية القديمة في الصويرة. بعد إغلاق المقبرة اليهودية، تم افتتاح مقبرة جديدة في عام 1892 في الجهة المقابلة من الشارع
المقبرة اليهودية القديمة في الصويرة، المغرب. الصورة: مؤسسة الأطلس الكبير
بقدر كبير من الإخلاص والتفاني، تسهر مليكة على ضمان أن كل من يدخل الكنيس يبحر في رحلة عبر الزمن وهي تكشف عن تاريخ المكان بأدق تفاصيله. من بين القصص التي لا تزال تتذكرها بوضوح هي قصة امرأة مسلمة أم لستة أطفال قدموا من ضواحي الصويرة. كان أطفالها قد تأخروا في التسجيل في المدرسة، وعرض جارها اليهودي الذي كان يلقن ابنها حصص الدعم المدرسية تدريس جميع أطفالها الستة دون أي مقابل. “لم يكن لدينا تسميات مثل “جاري المسلم” أو “جاري المسيحي”. كنا مجرد جيران. كان الأمر محزنا حقا عندما اضطروا إلى المغادرة. أذكر أن الجميع كانوا يبكون عندما افترقنا”
“نشأنا مع أشخاص من ثقافات وديانات مختلفة، عاملنا بعضنا البعض كجيران وأصدقاء. لقد ساعدنا بعضنا البعض. كان العيش في وئام شيئا طبيعيا. كنا بكل بساطة نحترم بعضنا البعض”
تضفي ذكريات مليكة عن جيرانها اليهود جمالية أكبر للموقع، ومثل العديد من الحراس المسلمين الآخرين، فإن تفانيها في حماية أماكن الذاكرة هذه هو نتيجة للعلاقات المسلمة اليهودية التي بنيت على الثقة والاحترام المتبادل
– –
هذا الحوار هو جزء من سلسلة من الحوارات التي تحتفل بأسبوع الوئام بين الأديان (1-7 فبراير 2023) والتي تم إجراؤها في إطار برنامج ذاكرة التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الذي تنفذه مؤسسة الأطلس الكبير وشركاؤها. يهدف البرنامج إلى تعزيز التضامن بين الأديان والأعراق من خلال الجهود المجتمعية التي تعمل على الحفاظ على التراث الثقافي في المغرب.
تم إنجاز هذا المقال بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). تعتبر مؤسسة الأطلس الكبير المسؤولة الوحيدة عن محتواه والذي لا يعكس بالضرورة وجهات نظر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أو حكومة الولايات المتحدة