حميد حنتوم/ متطوع بمؤسسة الأطلس الكبير
خلال مشاركتي في غرس شجرة زيتون مع أطفال دار الطفل باب اغمات
تتعدد مشاغل الناس وتتنوع أعمالهم لدرجة أن بعضهم لا يجد وقتا لنفسه أو لحياته الشخصية هذه الاعمال لا يمكن عدها أو إحصاؤها وكلها مرتبطة بالماديات، إلا أن العمل المهم الذي ينبغي أن يكون للإنسان حيز مهم منه هو عمل الخير، به يرقى قلبه وعقله وروحه وحياته كلها فعمل الخير يغدي الروح وينشر السعادة والحب، وأبسط ما يمكن أن يقدمه صاحبه هي الابتسامة، فكم من ابتسامة أزاحت هما وغما من قلب إنسان أو صديق أو حتى غريب، والبادر إليها يربح محبة الآخرين، ورضى الله، ويربح سعادة داخلية تغنيه عن ماديات الحياة
لا يُمكن أن يُذكر عمل الخير دون أن تُذكر معه الاحسان للأطفال خاصة أولئك الذين هم في وضعية صعبة، فلا يخفى على أحد ما مدى صعوبة إحساس أطفال فقدوا أحد والديهم أو كلاهما، فهم محتاجون للسند والدعم عندها يشعرون بالقوة ويتجاوزون كل الصعوبات، إضافة إلى أنّ مساعدتهم والاهتمام بهم تبث السعادة في أعماق قلبهم
في خطوة بيئية ناجحة تعزز فكرة زراعة الأشجار لتنقية الهواء والحفاظ على البيئة، فكرت مؤسسة الأطلس الكبير في إنشاء مشتل صغير بمقر دار الطفل باب أغمات، الفكرة جاءت بعد أن قام أعضاء برنامج “من فلاح لفلاح” الذي تشرف عليه مؤسسة الاطلس الكبير بتقديم نشاط بيئي خيري لفائدة أولئك الأطفال أنشأ من خلالها مشتلا صغيرا الهدف منه توعيتهم بأهمية غرس الأشجار والحفاظ على البيئة كما أنها تضيف جمالية على الحديقة والمكان بالإضافة إلى أن الورشة ساهمت بشكل كبير في إدخال البهجة والسرور في قلوبهم، فكم من الرائع أن أرى سعادتهم وهم يتسابقون لحمل تلك الشجيرات يغرسونها بأديهم، فيها يودِعون روحهم فيبدؤون بالتردد إليها والمحافظة عليها وتقديم السماد والمياه لها، وكم من الجميل تربية الناشئة على حب الطبيعة وحمايتها وغرس القيم البيئية في نفوس الأطفال، فهذه الورشة ماهي إلا عمل خير مثمر ومُستدام، رؤية السعادة في ملامح تلك الوجوه البريئة هي مثال لتلك كالشجرة التي تغرس جذورها ثابتة ضاربة في أعماق الأرض، وتتطاول بفروعها وثمارها مطاولة عنان السماء، وخيرها يعم على صاحبها وعلى المستفيد منها، ففي تلك الورشة فرح وسعادة، وفيها راحة واطمئنان، وفيها تقارب وتكافل مع جميع المشاركين