يوسف مزدو مساعد مديرة المشاريع
يشكل موضوع الصور النمطية في الآونة الأخيرة اهتماما واسعا بين فئات المجتمع ، لذلك قامت العيادة القانونية بجامعة القاضي عياض – كلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بتنسيق مع اتحاد العمل النسائي بتنظيم دورة تكوينية لطلبتها ، وذلك يوم 31 ماي 2022 في مجمع الإبتكار برئاسة جامعة القاضي عياض في موضوع ” النوع ، تواصل بدون صور نمطية ” بتأطير من الدكتور محمد لمساعدي أستاذ جامعي بكلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بمراكش
صورة للدكتور محمد لمساعدي وأعضاء اتحاد العمل النسائي
حيث أصبح في حكم الأكيد أن الصور النمطية عبارة عن تصورات و تمثلات ذهنية لشخص ما حول شيء أو شخص معين أي أنها مجموعة من الصور التي يملكها كل فرد في مخيلته بغية قراءة الواقع
ثقافيا تؤثر الصور النمطية للمجتمع على المشاعر الإنسانية التي ترتبط بالجسد وتدعمها الإيماءات. هذه الإيماءات هي لغة عالمية بين الشعوب ذات العادات الثقافية المتشابهة ، غير أنها يمكن أن تأخذ المعنى المعاكس من بلد إلى آخر
تدخلات طلبة العيادة القانونية حول موضوع النوع ، تواصل بدون صور نمطية
على هذا النحو يمكن أن نطرح تساؤل عن ما هي الصورة النمطية ؟ وما هي أهم سمات العمل الذهني ؟
غالبًا ما تتم الإجابة على أن الصورة النمطية هي طريقة لتصنيف مجموعة من الأشخاص وتوصيفها والحُكم عليها بمميزات ثابتة وغير قابلة للتغيير وأكثر الحالات التي تتولد فيها تلك الصّور النَّمطيّة وتتبادل هي الحالات التي تقع فيها صلات تجاذبٍ واحتكاك وتصادم بين مجتمعات بعينها. بمعنى أن الصُّور النمطية هي جملة من التمثلات التي تكونها جماعة (اجتماعية، دينية، ثقافية…) عن جماعة أخرى، والتمثلات هذه غالباً ما تأتي خليطاً من معلومات تاريخية ؛ بحكم أن الكثير من الصور النمطية هي موروث اجتماعي تراكمي ناتج عن العادات و التقاليد و الثقافة التي يتوارثها المجتمع بشكل متكرر من فرد إلى آخر
ودون إغفال أن سمات العمل الذهني يمكن إبرازها من خلال ثلاث ركائز رئيسية
– الإدراك : بمعنى هل ما ندركه حقيقة أم أشياء مزيفة ؟ كمثال على ذلك ( كلنا ندرك أن الشمس تدور حول الأرض ) لكن يبقى ذلك هل هو حقيقة أم شيء مزيف ؟
– التمثل : يقوم بإعادة تشكيل الواقع ، وإعطاء صورة رمزية للواقع، فلابد أن نميز في عملية التمثل بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي ( الطبيعة ما لم يخلقه الإنسان في حين أن الثقافة ما ينتجه الإنسان )
– التصور : يشكل نشاط من أنشطة الذهن وهو على خلاف التمثل ، أي أن التصور دائما ما يحاول أن يخلق واقع جديد
هذه السمات نقوم بها في لحظة من خلال أننا ننتقل من ترجمة الواقع إلى صورة ، ثم إعادة تشكيل الواقع، بعدها نقوم ببناء واقع جديد. لذلك فهي مهمة جدا لفهم علاقتنا الإجتماعية ، لاسيما العلاقات الإجتماعية بين الجنسين
على العموم استنفدت الدورة التكوينية بأن عقولنا تميل إلى تصنيف الأشياء والأشخاص إلى مجموعات ، وتسميتها ، وربطها بالعديد من السمات لتسهيل التعامل معها وحفظها بسبب حجمها وتعقيدها