To view text in English, please click here
By Fatima-Zahra Laaribi
March 2, 2016
لحظة هي لا تنسى تلك التي وصلت فيها مطار عمان في إحدى أمسيات فبراير 2016…شساعة الفضاء وبرودة الجو جعلاني اشعر بالبحث عن الأمان عن الدفء سيما وانها زيارتي الأولى للملكة الأردنية الهاشمية ،انتابتني مشاعر خوف من مجهول لكني ارتحت فور تجاوزي لمراقبة الجوازات حيث شعرت بارتياح بلباقة المراقبين وترحابهم بحلولي بينهم.
بعد رحلة طيران مدة 16 ساعة وصلت إلى محل الإقامة انه فندق “بادن” الهادئ “صمت رهيب ولم استغرب فالساعة كانت تشير إلى الثانية والنصف بعد منتصف الليل، تعبي لم يحل دون فضولي للتطلع على الشوارع القريبة من الشباك للتأمل “يا الهي يا لجمال هذه المدينة ” هكذا ناجيت نفسي لأني لم أكن أظن أن عمان مدينة شاسعة، فشوارعها متسعة على سفوح جبال أبت عن كبرياء طبيعة توحي بفضول اكبر. لاكتشف بعد يومي الأول أنني في اكبر المدن بالأردن من حيث عدد السكان. تتواجد بها اغلب المعالم السياحية عموما و العلاجية خصوصا فقد ناداني المدرج الروماني لأجول في دهاليزه وكأن الزمان أعاد أيامه إلي لأستمتع بمجد حضارة وإن بادت الآن فقد بقيت سطور التاريخ تمدحها على مر الزمان، ليعيدني معبد هرقل إلى زمان توالت فيه الديانات والتحمت دليل منها ـ عمان ـ على ترسيخ مبدأ التعايش الديني نظرا لما تعاقب عليها من ديانات بقي دليلها جليا في هذا المعبد.
ومن زمان إلى آخر اكتست مدينة عمان رونقا خاصا نظرا لما جنته من حضارة تلو الأخرى. وقد تم تجسيد كل ذلك من خلال المتحف الشعبي الذي يحمل بين دفتيه كل معاني التنوع والانسجام في نفس الآن.
وتشمل مدرج وشوارع مرصوفة وأعمدة على الطراز الروماني و اسواقشتى تتكلم لغة العروبة.
حين ذهبت إلى مؤسسة نهر الأردن للملكة، رانيا التحقت بباقي المشاركات و قمت بتعريف نفسي و تعرفت
على السيدة المؤطرة.
كان موضوع الورشة التمكين الذاتي، إذ اضطلعنا خلال هذه الفترة على سبع محاور تهتم بسبع مجالات رئيسة تحكم الحياة على النحو التالي:
- العواطف
- العلاقات
- الأحاسيس الجنسية
- الجسد
- المال
- العمل
- الروحانية
خلال الفترة الصباحية، انتابني شعور بأنني لن استطيع الغوص في جميع المجالات بحكم أنني من بلد مختلف واحمل قناعات و مبادئ مختلفين، حينها اكتشفت أن هذا مجرد معتقد مقيد و سيعيق مراحل النمو والاستفادة لدي فقررت أن اتخذ المبادرة خلال فترة الاستراحة للتحدث عن قرب مع كل مشاركة من المشاركات.
لم يكن الأمر هينا بالنسبة لي من الوهلة الأولى إلا أنني استطعت كسر الصمت بيني و بينهن، فبدأت
بالتعرف على المشاركات اذ اكتشفت ان الورشة كانت تظم لاجئات سوريات و أخريات فلسطينيات و لبنانيات و بطبيعة الحال نساء أردنيات. الشيء الذي أشعرني بارتياح كبير جدا فاكتشفت أننا من شعوب مختلفة لكن
تجمعنا آصرة الإسلام و العروبة و يجب على أن أتقبل الاختلاف و هذه أول خطوة في التمكين الذاتي.
قررت حينها أن أشاركهن أسباب رحلتي و التي كان الهدف منها، التخلص من الخجل، التعامل مع التغير، و التركيز على أهدافي.
بعد حديثنا على المعتقدات الأساسية و التي تمثلت في المسؤولية، احترام الذات، الثقة في العالم الخارجي، و السلوك الايجابي قمن بتمرين تطبيقي يسمى بتمرين النفق يتعلق باختبار الذات خلال هذا التمرين كل شخص يبوح للأخر بثلاث مواقف ذهنية
و الخوض في الحديث عن أهم صورة ذهنية راسخة له في الذهن. كان هذا التمرين بمثابة شفاء و بوح بالنسبة لي و للمشاركات على حد سواء كما كان فرصة للتعرف على زميلة فلسطينية تدعى مرام، تطورت علاقتي بهده الأخيرة قمنا معا بزيارة أهم المناطق السياحية في العاصمة الأردنية خلال زيارتي لهذه المناطق السياحية و المتاحف الشعبية التاريخية انتابني شعور بعبق التاريخ الإسلامي العربي و الإحساس بالانتماء و الشعور بالسعادة و في نفس الوقت كان يراودني خوف شديد من زوال هذه الثقافة الضاربة في التاريخ.
كانت الأيام الأخرى فرصة للتعرف على كل مشاركة على حدا، كلهن تحدثن عن صورهن الذهنية العالقة، أصغيت لهن باهتمام و الم كبيرين الشيء الذي عزز صورة المرأة العربية المسلمة و مدى إيمانها و قوتها، بادلوني الحب و الود و الاحترام و منحوني القوة.
خلال هذه الأيام تعلمت كيفية تحويل قناعتي المعيقة و المقيدة و أنماط سلوكي التي ثتنني عن الوصول لكامل قدراتي، و كيفية توجيه طاقاتي الإبداعية نحو تحقيق ما أريد فعلا تحقيقه في حياتي الشخصية و العملية. من التمتع بجسد أكثر صحة و عافية إلى إقامة علاقات أفضل، من النجاح المادي إلى حياة روحانية أكثر تنوعا وقربا من الله سبحانه و تعالى تعلمت كيف يجب ان أتحلى بالشجاعة بان احلم و امتلاك المعرفة كي استطيع تجسيد أحلامي على ارض الواقع. كان لدي تصور ان المملكة الاردنية الهاشمية صغيرة جغرافيا و ان التجارب الإنسانية مثيلة للحدود الجغرافية، لكن صادفت تجربة تفوق الحدود الجغرافية واكتشفت خلالها مدى تماسك المجتمع الأردني و اللحمة الثقافية و الدينية التي يتمتع بها الشعب الاردني. كانت تجربة أروع من الروعة، تخلصت فيها من الأحكام المسبقة التي أصدرت في البداية حيث اكتشفت كرم و ضيافة الشعب الأردني الهاشمي و الالتحام العربي الإسلامي و اكتشفت خصال المودة و الاطمئنان و السكنية.